أنجحاى … ” القرية التى خرجت من تحت الأرض وأنطلقت الى الفضاء ” !؟ 5-6

عمر جابر عمر

القرية والحركة الوطنية : الوعى الوطنى للفرد يتكون تدريجيا نتيجة عوامل تبدأ با لمنزل والمدرسة والشارع وتغذيه وسائل الأتصال ومصادر المعرفة ( صحف وكتب وأذاعة ). على مستوى الجماعة والمجتمع فأ ن الحياة وتفاعلاتها والمنا سبا ت الدينية والأجتماعية والمشاعر المشتركة كلها تسا عد على تكوين الفرد عقليا وثقا فيا. مجتمع القرية أرتبط منذ البداية با لحركة الوطنية الأرترية عن طريق نشاط

شبا ب الرا بطة الأسلامية حيث زا ر وفد من قيا دا ت الرا يطة القرية ضم كل من أبراهيم سلطان وعبد القادر كبيرى ومحمد عمر قاضى وعلى رادآى . أجتمع الوفد مع أعيان ووجهاء القرية وشرح برنامج الرابطة وفى اليوم الثانى زار الوفد المدرسة والتقى با لطلا ب وصادف أن شارك الوفد فى حصة مطارحة شعرية كان يتنا فس فيها الطلاب حيث يبدأ كل طالب ببيت من القا فية التى أنتهى اليها من سبقه . وعندما أنتهى أحد الطلاب بقافية ( القا ف ) تدخل الشهيد عبد القا در كبيرى وطلب الأذن با لمشاركة وقال :

قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا

وصفق الطلاب للزعيم المثقف . وقد ذهب شبا ب الرابطة من القرية الى ( با رنتو ) للمشاركة فى الأستفتاء الذى أجرته الأمم المتحدة حول رغبا ت الشعب الأرترى. وبعد القرار الفدرالى كان أهالى القرية يتا بعون الأخبا ر عن طريق أذاعا ت صوت العرب ولندن وأم درمان . وعندما زار هيلا سلاسى القرية عام 1954 كانت هى المنطقة الوحيدة – بعد كرن – التى شا هد فيها العلم الأرترى الى جانب العلم الأثيوبى !

بل أن القرية كا نت لها علاقا تها وأتصا لاتها با لشيخ ( حا مد أدريس عواتى ) ! ليس لأسبا ب سيا سية ولكن بحكم موقع القرية الجغرافى ودورها الأقتصا دى كا نت لها علاقا ت مع كل المكونا ت الأجتما عية فى منطقة القا ش – سيتيت. والشيخ ( عوا تى ) كا ن – شيخ خط – من قلوج وقرست حتى مركز تسنى وكا ن يأ تى الى تلك المدينة بين حين وآخر. يحكى الأستا ذ ( جا بر سعد ) – رحمه الله – أنه حدثت ذا ت مرة مشا دة ومشا جرة بين بعض أبنا ء القرية وآخرين من قرية بعيدة فى القا ش – وتدخل الشيخ حا مد عواتى وقا م بتسوية المشكلة ود يا ووفقا لأعرا ف وتقا ليد المنطقة.

كانت المرحلة التا لية هى ( حركة تحرير أرتريا ) حيث أنخرط معظم السكان فى التنظيم وبدأ ت

الأعتقا لات ودخل العشرا ت من أبناء القرية السجون وبعد عام 1961 تحولت القرية عن بكرة أبيها

الى ( جبهة التحرير الأرترية ). واجه أبناء القرية مثلهم مثل بقية أبناء الشعب الأرترى الأضطاد والسجون وحملات النهب والسلب من قبل الجيش الأثيوبى. ألتحق أبناء القرية با لثورة وساهموا فى العطاء الوطنى وقدموا الشهداء . بل أن القرية شا ركت فى أول فصيلة عسكرية نسا ئية لجبهة التحرير الأرترية تم تكوينها عام 1964 حيث أنضمت اليها أبنة المرحوم ( محمود محمد سليما ن) . ورغم وجود قوة عسكرية أثيوبية فى القرية بصفة دائمة الا أنها كا نت لا تجرؤ على الخروج ليلا حيث كا ن الفدائيون يأ تون الى القرية ويجتمعون مع السكان ويجمعون الأشترا كا ت. بل أن الشركة الأيطالية نفسها كا نت تدفع ( ضريبة دخل ) للجبهة وتزيد تلك النسبة كلما زاد ت المسا حة المزروعة والسلطا ت الأثيوبية كا نت تعلم ذلك !؟

كا نت منطقة القا ش بضفتيه منطقة عمليا ت للفدا ئيين من جبهة التحرير ( من نمرة 8 و10 و11 و13 وحتى الحدود ) وكا نت قيا دا ت وكوا در الأتحا د العام لعما ل أرتريا على أتصا ل مستمر مع خلا يا القرية وحتى مع المسئولين فى الشركة لحل المشا كل التى تنشأ بين العما ل والشركة . ومن أبرز كوادر العمل السرى من أبناء القرية فى تلك المرحلة ( أبوبكر عبى ) الذى كا ن منسقا للعمل بين الدا خل وقيا دات

الأتحا د العا م لعما ل أرتريا.

وهناك حادثة تفردت بها القرية فى مواجها تها ضد الجيش الأثيوبى – فقد كانت المنطقة الوحيدة التى حصلت على تعويضات كاملة لممتلكا تها التى نهبها الجيش الأثيوبى وفيما يلى القصة كما جرت :

كان ذلك فى ظهيرة يوم من عام 1964 حيث دخل الجيش الأثيوبى القرية ونهب وسلب ودمر دون أن يقتل أحدا – وبعد سا عات مر با لقرية با لصدفة مدير المديرية ( الأمين أدريس ) وكان قد تسلم منصبه حديثا ووعد الشعب يا لأمن والأما ن ومعه كان الميجر ( محمد على قرقوش ) قا ئد الشرطة فى الأقليم –

فوجىء الأثنا ن بما حدث – أتصل المدير مباشرة من مكا نه با لحاكم العام ( أسرا ت كا سا ) وطلب منه معالجة الوضع وأعا دة ممتلكات النا س اليهم – وافق الحا كم الأثيوبى فهو يهمه الأستقرار فى الشركة التى له فيها نصيبا وتم صرف التعويضا ت وكان كل فرد يقسم على المصحف لتأ كيد ما فقده !!

الغريب أنه لم يكن هناك حظر تجول فى القرية – الفئة الوحيدة التى كان ينطبق عليها حظر التجول هى الجيش الأثيوبى – لم يكن يخرج من معسكره ليلا خوفا لأن الفدائيين كانوا على بعد ثلاثة كيلومترا ت فقط .

لا أستطيع أن أذكر كل من شارك فى الثورة من أبناء القرية ولكن سأ ذكر من تحمل مسئولية محددة فى السلم القيا د ى للمنظما ت الأرترية فى مرحلة الثورة .

1- أدريس عثما ن قلا يدوس … عضو المجلس الأعلى لجبهة التحرير الأرترية.

2- سيد أحمد محمد هاشم … عضو المجلس الأعلى لجبهة التحرير الأرترية.

3- عثمان على أحمد – ممثل جبهة التحرير الأرترية فى الجزائر ثم العراق.

4- جعفر جابر عمر … عضو القيادة العامة لجبهة التحرير الأرترية

5- عبد الرقيب محمد موسى … عضو القيادة العامة لجبهة التحرير الأرترية.

6- موسى محمد ها شم – قيا دة المنطقة الأولى

7- محمد نور أحمد … عضو لجنة تنفيذية ( 1971) ثم ممثل جبهة التحرير فى الصومال وأوغندا

وتنزا نيا واليمن والسود ا ن –

8- زين العا بدين يسن … عضو لجنة تنفيذية مسئول أعلام داخلى ( 1971 ) ومسئول علاقات خا رجية فى جبهة التحرير الأرترية ( 1975 ).

9- حا مد صالح تركى ..جهاز القضا ء فى جبهة التحرير الأرترية

10- عبد الرؤوف يسن … مسئول سلاح المدفعية ونا ئب هيئة التدريب فى جبهة التحرير الأرترية

11- محمد نور حربوى – مسئول سلاح الهندسة فى جيش التحرير الأرترى.

12– عبد أدريس أبراهيم … مسئول التسليح فى جبهة التحرير الأرترية.

13- محمد عبد الله أبراهيم ( ود سيدنا )… أدا رة الجهاز الصحى فى جبهة التحرير الأرترية.

14– تخلى ملكين … أدارة المكتب السياسى فى جبهة التحرير الأرترية

15- جمع أحمد على بخيت … ممثل جبهة التحرير فى أيطاليا..

16- طه يسن شيخ الدين … أدارة المكتب الأقتصادى فى جبهة التحرير الأرترية.

17- محمد خير أسماعيل … سلاح الأشارة فى جيش التحرير الأرترى.

18- يوسف محمد موسى … أ دارة الأمن فى كسلا

19- جابر سعد محمد … أدارة مكتب التعليم فى جبهة التحرير الأرترية.

20- محى الدين شنقب … قيا دة أتحاد الشباب فى الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا –

.

21- زينب محمد موسى … قيادة أتحاد المرأة فى جبهة التحرير الأرترية.

22- محمود محمد على سليما ن ( علاج ) … أدارة الشئون الأجتماعية فى جبهة التحرير الأرترية

23- أسماعيل نا دا … أتحاد عما ل أرتريا .. جبهة التحرير الأرترية

24- عمر حاج أدريس – ممثل جبهة التحرير فى السعودية

25- زهرة جابر عمر – قيا دة أ تحاد المرأة فى جبهة التحرير الأرترية.

26- موسى يسن شيخ الدين – رئيس فرع جبهة التحرير فى الريا ض.

27- حسن عثما قلا يدو س __ رئيس أنحا د طلبة أ رتريا فى القا هرة .

28- أبوبكر الحاج على جا مع- الجهاز الصحى فى جبهة التحرير الأرترية

29- عبد الرحيم شنقب – قيا دة الأتحا د العا م لعما ل أرتريا.

30- جعفر عثما ن قلا يدوس – قيا دة الأتحا د العا م لطلبة أرتريا.

ذكرت آخر وأعلى موقع شغله الفرد فى السلم القيادى وليس المواقع المختلفة أثناء تطوره النضالى حتى التحرير و لم أذكر العضوية العا دية التى كا ن يعمل فى أطا رها العشرا ت من أبنا ء القرية.

الشهداء : من أستشهد وهو فى سا حة الميدان ضد العدو أ و كان ضحية أعمال عدوانية من الجيش الأثيوبى على القرية أو خا رجها من عام 1961 وحتى 1991

1- عبد الرحيم محمد موسى – تم أعدامه أثر قنبلة أغردا ت الشهيرة عام 1962

2- أبراهيم أدريس – فى الميدان

2- محمد آدم حا مد عثما ن – قتله الجيش الأثيوبى بعد أختطافه من القرية

4-محمد نور أفتا ى… قتله الجيش الأثيوبى بعد أختطا فه

5- جعفر جابر عمر – فى الميدان

6- الدكتور يحى جا بر عمر— فى الميدان

7- محمد عبد الله صالح ( شطف ) – ضحية ألغام

8- ولداى فكاك – فى الميدان

9- دبروم طلوق – فى الميدان

10-عوض أبوبكر آدم ( عوضوى ) – فى الميدان

11- سيد أحمد محمد على طا هر – فى الميدان

12- زينب أبراهيم محمد آدم ( تنشو ) – ضحية ألغا م

13- أحمد محمود الأمين ( أحمد يت ) – ضحية أ لغا م .

14- عثمان الحاج على جامع – قتله الجيش الأثيوبى

15- طاهر محمد موسى – ضحية ألغا م.

16- قبر هوت ( ود حمبرتى ) – فى الميدا ن ( قضى أ يا مه الأخيرة دا خل أرتريا فى القرية وعمل فيها

ومنها ألتحق با لثورة بعد أن طا رد ته الشرطة للقبض عليه.)

وما يزا ل الأبناء ينا ضلون من أجل رفعة شعبهم ووحدته وسعا دته وحريته فى دولته المستقلة.

رمضا ن كريم

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16962

نشرت بواسطة في أغسطس 21 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010